الاقتصاد الابداعى

انتهى المعرض وبقي الأثر!

 

كانت أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 بمثابة واحة ثقافية تنبض بالحياة، حيث اجتمعت عقول من مختلف أنحاء العالم لتبادل الأفكار واستكشاف ثقافات جديدة. منذ اللحظة الأولى لافتتاح أبوابه، كان المعرض منصة للإلهام، حيث تمازجت رائحة الورق مع حماس الزوار الذين جاءوا لاستكشاف عوالم جديدة بين صفحات الكتب.

أنشطة متنوّعة وفعاليات ثرية

شهد المعرض برامج وفعاليات متنوعة شملت ندوات فكرية، وورش عمل للأطفال، وعروضًا أدبية مبهرة. لم يكن المعرض مجرد مكان لشراء الكتب، بل تحول إلى مهرجان ثقافي متكامل. الأطفال كان لهم نصيب خاص من الأنشطة، حيث استمتعوا بورش الإبداع والتلوين، واستمعوا إلى قصص تسردها أصوات شغوفة، مما زرع لديهم حب القراءة والكتابة منذ الصغر.

الكتاب والمكتبة المنزلية
رغم انتهاء المعرض، بقيت الكتب التي اشتراها الكثيرون شاهدة على هذه التجربة. عادت الكتب إلى المنازل، لتحتل رفوف المكتبات وتصبح رفيقًا دائمًا للقراء. وبذلك، امتد أثر المعرض إلى ما بعد أيامه المحدودة، ليصبح جزءًا من حياة الأفراد اليومية، حاملاً معه الذكريات والانطباعات التي صنعها.

الاستدامة والعمل الثقافي المستمر   

تميز معرض أبوظبي للكتاب هذا العام بفكرة الاستدامة الثقافية، حيث أُطلقت مبادرات لتعزيز استمرارية العمل الثقافي طوال العام. من خلال شراكات مع دور النشر والمؤسسات التعليمية، تم تسليط الضوء على أهمية القراءة كعامل أساسي للتطور الفكري والاجتماعي. كما حرصت الإدارة على تقليل البصمة البيئية للمعرض عبر استخدام مواد مستدامة في التصميم وإعادة تدوير الموارد.

الإعلام كجسر تواصل
لعب الإعلام دورًا محوريًا في نجاح المعرض، حيث ساهمت التغطيات الإعلامية القوية في خلق بيئة تفاعلية وجذابة. الانتشار الرقمي والمحتوى الإبداعي على وسائل التواصل الاجتماعي كان لهما أثر كبير في إيصال صوت المعرض إلى جمهور واسع، ما ساهم في تعزيز مكانته كحدث ثقافي عالمي.

بقي الأثر
مع انتهاء فعاليات معرض أبوظبي للكتاب 2025، يبقى أثره في قلوب زواره ورفوف مكتباتهم. إنه ليس مجرد حدث عابر، بل تجربة ثقافية تعزز الوعي وتنشر قيم المعرفة. إن استثمار هذه التجربة واستدامتها يشكل خطوة نحو مجتمع أكثر وعيًا وإبداعًا، يبني جسور التفاهم بين الثقافات ويؤسس لنهضة فكرية مستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى