
المغرب: دور ريادي في دعم حل الدولتين وتحقيق السلام العادل .. التفاصيل الكامل
يلعب المغرب دورًا رياديًا في تعزيز مسار السلام في الشرق الأوسط من خلال دعم حل الدولتين كخيار أساسي لإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويسعى المغرب، عبر توازن دقيق بين الجهود الدبلوماسية والميدانية، إلى تحقيق سلام عادل وشامل، مستندًا إلى مرجعيات دولية معترف بها مثل قرارات الأمم المتحدة.
في المجال الدبلوماسي، يبرز المغرب كمنصة فاعلة لاستضافة اجتماعات التحالف الدولي المعني بتنفيذ حل الدولتين. ويؤكد على أهمية دعم السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وشريكًا أساسيًا في أي عملية سلام. كما يدعو المغرب إلى وضع خارطة طريق واضحة تتضمن خطوات محددة ومسؤولة لتحويل حل الدولتين إلى واقع ملموس، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات معقدة مثل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي.
على الجانب الميداني، يواصل المغرب تقديم الدعم الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تعمل على تحسين الظروف المعيشية للأسر والأطفال الفلسطينيين. كما تساهم الوكالة في صيانة الهوية الحضارية لمدينة القدس، فضلًا عن دعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وتوفير منح دراسية لتدريب إعلاميين فلسطينيين قادرين على إيصال صوت قضيتهم إلى العالم. ويرى المغرب أن الدعم الاقتصادي يشكل جزءًا من “اقتصاد السلام”، وهو عامل مهم لتعزيز قدرات المؤسسات الفلسطينية وضمان استقرارها، لكنه يشدد على أن هذا الدعم لا يمكن أن يكون بديلًا عن الحل السياسي.
اجتماع الرباط الأخير كان نموذجًا يعكس جهود المغرب المتواصلة في هذا الملف، حيث تم تسليط الضوء على قصص نجاح تتعلق ببناء مؤسسات فلسطينية قوية وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، فضلًا عن استخلاص الدروس من التجارب السابقة في مسار السلام. وقد ناقش الاجتماع أيضًا أهمية تعزيز التنسيق الدولي من أجل دعم مسار عملي ومؤثر لحل الدولتين.
في هذا السياق، يؤكد المغرب على ضرورة اتخاذ خطوات عملية من قبل التحالف الدولي لدعم حل الدولتين، من بينها وقف الحرب وتهيئة بيئة مناسبة للسلام، وتعزيز المؤسسات الفلسطينية، وبناء اقتصاد فلسطيني مستدام. كما يدعو إلى ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لوقف الاستيطان، وتوحيد الجهود الدولية والإقليمية ضمن منصة دبلوماسية قوية لتعزيز التعاون وتنسيق المواقف.
رغم هذه الجهود، هناك تحديات معقدة تعترض طريق حل الدولتين. التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية يقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. إضافة إلى ذلك، يعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي بين حركتي فتح وحماس، مما يضعف الوحدة الوطنية ويعقد فرص التفاوض. وعلى الجانب الإسرائيلي، تبني الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو مواقف متشددة ضد حل الدولتين يزيد من صعوبة تحقيق هذا الحل.
في إطار تعزيز التعاون الدولي، تشكل الشراكة المغربية الهولندية نموذجًا بارزًا لبناء تحالفات دولية قوية تدعم حل الدولتين. وتركز هذه الشراكة على تعزيز التنسيق السياسي وتنظيم الاجتماعات الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق السلام الدائم في المنطقة.
يشدد المغرب على أهمية ترجمة مخرجات اجتماع الرباط إلى خطوات ملموسة تشمل وضع خارطة طريق زمنية واضحة، ودعم المؤسسات الفلسطينية اقتصاديًا وسياسيًا، وتعزيز التعاون الدولي لضمان استمرار الزخم نحو حل الدولتين. ويرى المغرب أن متابعة هذه الجهود من خلال المؤتمرات الدولية أمر ضروري لضمان تحقيق تقدم ملموس.
من خلال مكانته السياسية والتاريخية، يواصل المغرب لعب دور الجسر بين الدول العربية والإسلامية وبقية العالم، مستغلًا موقعه لتعزيز مبادرات السلام وحماية المرجعيات الدولية. ويؤكد المغرب أن استدامة الزخم نحو حل الدولتين تتطلب متابعة مستمرة ودعمًا إنسانيًا وسياسيًا، لتحقيق سلام عادل وشامل ينهي عقودًا من الصراع في المنطقة.