
في ظل الحديث المتزايد عن أدوات السياسة النقدية، يظهر مصطلح “فخ السيولة” كأحد المفاهيم الاقتصادية التي تظل غامضة بالنسبة للكثيرين. فما هو فخ السيولة؟ وكيف يؤثر على الاقتصاد؟ في السطور التالية نُفسر هذا المفهوم من الصفر، مع توضيح أسبابه وآثاره بطريقة مبسطة.
ما هو “فخ السيولة”؟
“فخ السيولة” (Liquidity Trap) هو حالة نادرة في الاقتصاد، تحدث عندما تصبح أسعار الفائدة منخفضة للغاية – غالبًا تقترب من الصفر – ومع ذلك لا يرغب الأفراد والشركات في الاقتراض أو الإنفاق، بل يفضلون الاحتفاظ بأموالهم نقدًا.
هل هناك مثال يوضح الفكرة؟
تخيل أن البنك المركزي بيحاول “يصحي” الاقتصاد عن طريق خفض سعر الفائدة، كأنك بتحاول تدفي واحد بردان بكوفرتة، لكنه رافض يقوم من مكانه!
ده بالضبط اللي بيحصل في “فخ السيولة”: الدولة بتقدم تسهيلات، لكن الناس بتخزن الفلوس ومش بتصرف.
ليه الناس بتحتفظ بالكاش؟
لأن في الظروف دي، بيكون فيه حالة عدم يقين في السوق، أو الناس متوقعة إن الأسعار هتنخفض أكتر، فبيركنوا الفلوس بدل ما يستثمروها أو يستهلكوها.
إيه خطورة فخ السيولة؟
-
تباطؤ في الاقتصاد: الإنفاق بيقل، فالمبيعات والإنتاج يتأثروا.
-
انخفاض الاستثمار: الشركات بتخاف تضخ أموال جديدة في السوق.
-
فشل أدوات السياسة النقدية التقليدية: خفض الفائدة مبيجبش نتيجة.
هل حصل قبل كده؟
نعم، أشهر مثال على فخ السيولة كان في اليابان خلال التسعينات، لما ظلت أسعار الفائدة منخفضة لفترة طويلة جدًا بدون أي انتعاش اقتصادي حقيقي.
الخلاصة:
“فخ السيولة” هو مؤشر على حالة من الجمود الاقتصادي رغم المحاولات التحفيزية. وفي أوقات زي دي، تحتاج الدول لأدوات غير تقليدية – زي التيسير الكمي أو السياسات المالية – لكسر هذا الجمود وإعادة تنشيط الاقتصاد.