
في عام 1947، وُلد كيان مصرفي برؤية خاصة: دعم الصناعة الوطنية وتمويل المشاريع الإنتاجية. كان هذا الكيان هو “بنك التنمية الصناعية”، اللي لعب دورًا أساسيًا في مرحلة بناء الاقتصاد المصري الحديث بعد الحرب العالمية الثانية.
بنك التنمية الصناعية ماكانش مجرد بنك تقليدي بيقدم قروض وخدمات مالية. من أول لحظة، البنك كان عنده رسالة واضحة: تمويل المصانع، تحفيز الابتكار المحلي، والمساهمة في بناء قاعدة إنتاجية وطنية قوية. وعلى مدى عقود، كان شريك حقيقي في تأسيس قطاعات صناعية مهمة في مصر، من الغزل والنسيج، للكيماويات، وحتى الصناعات الغذائية والهندسية.
القيادات اللي مرّت على البنك كان عندها وعي كبير بدور البنك التنموي، وده خلّى سياساته تختلف عن باقي البنوك. الفكرة مش في الربح السريع، لكن في تمويل المستقبل، حتى لو ده معناه تحمل مخاطرة أكبر.
في بداياته، ركز البنك على تمويل المصانع الصغيرة والمتوسطة، وده خلق فرص شغل ضخمة في محافظات كتير. ومع الوقت، بدأ يطوّر خدماته ويوسّع نشاطه ليشمل قطاعات تانية زي الطاقة والمشروعات المتخصصة، وخصوصًا في المناطق اللي البنوك التجارية مابتقربلهاش.
وفي آخر سنين، بدأ البنك يطوّر نفسه من حيث التكنولوجيا البنكية، ووسع شبكة فروعه، وابتدى ينافس في قطاعات تانية بشكل أوسع. لكن رغم ده، حافظ على هويته الأساسية كبنك تنمية، هدفه دعم الاقتصاد الوطني أكتر من تحقيق أرباح ضخمة.
قصة بنك التنمية الصناعية هي حكاية عن الرؤية، والإرادة، والإيمان بأن تمويل الصناعة هو تمويل للمستقبل. وفي كل مرحلة، فضّل يكون في الصف الأول جنب المصانع والمهندسين والحرفيين، مش بس جنب المستثمرين الكبار.