
يُعد تطور شعار البنك الأهلي المصري انعكاسًا واضحًا لرحلته الطويلة التي تجمع بين التراث العريق والحداثة المعاصرة. هذا الشعار الذي يحمل في طياته رموزًا مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة وحضارتنا العربية، ليس مجرد تصميم بصري، بل هو رسالة تعبر عن القيم الراسخة للبنك وارتباطه بالمجتمع المصري.
الشعار الأصلي للبنك، الذي صممه الفنان التشكيلي المصري عبد السلام الشريف في عام 1981، استمد إلهامه من رموز اللغة الهيروغليفية. يشير الإطار الأخضر الخارجي إلى الرمز الهيروغليفي “بر” الذي يعني البيت الآمن والمغلق، بينما ترمز نصف الدائرة الذهبية المدعومة بثلاثة أعمدة ذهبية إلى معدن الذهب المقدس في الحضارة المصرية القديمة. هذه الرموز تعبر عن الأمان، الثروة، والقيم الثمينة التي تعهد البنك بالحفاظ عليها على مدار تاريخه.
شهد الشعار تطورات عدة عبر السنين ليواكب العصر مع الحفاظ على جذوره الأصيلة. الانتقال من اللون الأخضر الداكن والذهبي إلى ألوان أكثر حيوية مثل الأخضر الفاتح والتدرجات البرتقالية، أضفى لمسة ديناميكية تعبر عن حيوية البنك واستعداده لمواكبة التطور. هذه الألوان التي تعكس الشرف، الإخلاص، والقوة، تُظهر كيف يمكن للحداثة أن تكون استمرارًا للأصالة.
الخط المستخدم في الشعار يُبرز التراث العربي من خلال خط الثُلُث الأنيق، الذي استعاده الخطاط محمد سامي في عام 2019 ليعيد للأحرف مجدها، ولكن بروح عصرية تتماشى مع تطلعات المستقبل. إضافة الخط الإنجليزي إلى الشعار يعكس الهوية المشتركة للبنك واستعداده للتواصل مع العالم مع الاحتفاظ بجذوره الثقافية.
الشعار، بكل عناصره البصرية والرمزية، يُجسد ارتباط البنك الأهلي المصري بالقيم التي لا تتغير مع الزمن مثل الثقة، الأمان، والثراء. كما يعكس هذا التصميم رؤية البنك الذي لا يقتصر على الحاضر فقط، بل يمتد ليكون جزءًا من مستقبل مصر، مع احترامه لتاريخها العريق.
إن تطور شعار البنك الأهلي المصري هو دليل حي على كيفية المزج بين الماضي والمستقبل، وبين الأصالة والمعاصرة، ليبقى رمزًا يعكس مكانة البنك كأحد أركان المجتمع المصري وإرثه الثقافي الغني.