عقار نيوز

حكايات البدايات // سنترال رمسيس.. حكاية قرن من التاريخ والخدمة

في شارع رمسيس، أحد أعرق شوارع القاهرة وأكثرها حيوية، يقع سنترال رمسيس، المبنى الأثري الذي تأسس عام 1927 ليصبح شاهدًا على تطور قطاع الاتصالات في مصر، ورمزًا للبنية التحتية الوطنية التي ربطت الماضي بالحاضر.

افتتح الملك فؤاد الأول السنترال يوم 25 مايو 1927، حيث أجرى أول مكالمة هاتفية مستخدمًا سماعة مصنوعة من الفضة. منذ ذلك الحين، لعب المبنى دورًا محوريًا في نقل مصر من عصر التلغراف إلى عصر الهاتف، ومن الخطوط الأرضية إلى عصر الإنترنت. ومع اقتراب عام 2027، يحتفل المبنى بمئويته، مؤكدًا مكانته كجزء لا يتجزأ من تاريخ مصر الحديث.

دور محوري وتحولات تقنية

منذ إنشائه، كان سنترال رمسيس مركزًا رئيسيًا للاتصالات، حيث دعم نقل المكالمات محليًا ودوليًا، وشهد العديد من التحولات الكبرى. في العصر الحديث، كان السنترال شاهدًا على إطلاق أول شركة محمول في مصر عام 1998، وعلى تحول الهيئة الوطنية للاتصالات إلى الشركة المصرية للاتصالات. كما ارتبط اسمه بتأسيس وزارة الاتصالات في نوفمبر 1999، ليصبح بوابة التحول من “مصر المعلوماتية” إلى “مصر الرقمية”.

شاهد على ذاكرة الوطن

لم يكن دور سنترال رمسيس تقنيًا فقط، بل تعدى ذلك ليصبح جزءًا من ذاكرة الوطن. شهد المبنى لحظات فارقة، مثل بيانات حرب أكتوبر 1973، والتحولات الاقتصادية التي ربطت المصريين بالعالم. صدى المكالمات الأولى التي انطلقت منه لا يزال حاضرًا في وجدان الأجيال.

حريق 2025.. صدمة في قلب التاريخ

في السابع من يوليو 2025، اندلعت النيران في سنترال رمسيس، مما أدى إلى أضرار كبيرة بالمبنى وتعطل خدمات الاتصالات والإنترنت في مناطق متفرقة. ورغم سرعة استجابة فرق الإطفاء، أثار الحادث تساؤلات حول إجراءات الحماية لمثل هذه المرافق الحيوية التي تشكل شريانًا أساسيًا للحياة اليومية.

رمزية خالدة

لا تقتصر أهمية سنترال رمسيس على وظيفته التقنية، بل يمتد ليكون رمزًا للتطور الحضاري. فقد كان شاهدًا على قرن كامل من التحولات الاجتماعية والتكنولوجية في مصر، ويمثل جزءًا من روح القاهرة وتاريخها.

زر الذهاب إلى الأعلى