تحليل الخبر: 10 أسباب تجعل مشروع «رماد البرد» لإلينا تينجري من أبرز الأعمال الفنية المعاصرة حول أزمة المناخ

أثار المشروع الفني الجديد للفنانة السيبيرية الشابة إلينا تينجري، بعنوان «رماد البرد – Ashes of the Cold»، اهتمامًا واسعًا كونه يقدم تجربة فلسفية وفنية غير مسبوقة تمزج بين الفلكلور الشمالي والبيئة الصحراوية المصرية.
العمل لم يكن مجرّد منحوتة جليدية ضخمة في غير موضعها الطبيعي، بل بيان فني رمزي عن اختلال التوازن المناخي وذوبان الحدود بين العالمين البارد والحار، بين الماضي الأسطوري والحاضر المتغير مناخيًا.
وفيما يلي أبرز عشرة محاور تحليلية تبرز أهمية المشروع ورسالته:
1. توظيف متناقضات الطبيعة لتجسيد الخطر
اختيار الصحراء المصرية كموقع لمنحوتة جليدية يمثل مفارقة بصرية قوية — إذ يوظف التضاد بين البرد والحرارة ليُبرز اختلال المناخ العالمي بصورة محسوسة.
2. ترجمة الأسطورة إلى واقع بيئي
استلهمت تينجري أسطورة «ثور البرد» الياكوتية القديمة لتعيد قراءتها من منظور معاصر، حيث أصبحت قرون الجليد الذائبة رمزًا لظاهرة الاحتباس الحراري بدلًا من بشارة الربيع.
3. رمزية المادة الزائلة
اعتمادها على الجليد والثلج — كمادتين سريعتَي الذوبان — يجعل زوال المنحوتة جزءًا من الرسالة نفسها، فيحضر الفن كعملية مؤقتة تشهد على فقدان البرودة من العالم.
4. التحول من الجمال إلى التحذير
بدلًا من الجماليات البصرية التقليدية، يعتمد المشروع على الجمال المتلاشي؛ المنظر المذهل في البداية يصبح بالتدريج تحذيرًا بيئيًا مرعبًا مع ذوبان الجليد.
5. دمج الفلكلور بالمناخ المعاصر
يُعد العمل نموذجًا مثاليًا لما يسمى eco-mythology art، أي توظيف الأساطير الثقافية لشرح الأزمات البيئية — ما يمنح الرسالة بُعدًا ثقافيًا وإنسانيًا عالميًا.
6. حضور دولي في جغرافيا محلية
يؤكد تنفيذ العمل في محمية الغابة المتحجرة ومزرعة خيول مصرية على الدور العالمي لمصر في حوار المناخ، ويضعها ضمن خريطة الفنون البيئية الدولية.
7. تفاعل الجمهور كمكوّن من التجربة
مشاهدة المنحوتة تذوب على مدى أيام جعلت الجمهور شهودًا على “اختفاء البرد”، لتتحول التجربة من عرض بصري إلى تجسيد إنساني لفقدان التوازن المناخي.
8. دعوة للتأمل لا للمشاهدة فقط
العمل لا يكتفي بعرض الأزمة، بل يدعو المشاهد للتفكير في مسؤولية الإنسان أمام الطبيعة، مما يجعله قطعة من “الفن التحريضي الهادئ”.
9. تعاون ثقافي ودعم مؤسسي مصري
شكر الفنانة لوزارة البيئة المصرية وللجهات المشاركة يسلّط الضوء على استعداد مصر لاحتضان الفنون البيئية العابرة للثقافات ضمن رؤيتها التنموية المستدامة.
10. نموذج للفن البيئي في عصر الذكاء المناخي
يمثل «رماد البرد» نموذجًا حديثًا لـ الفن المناخي التفاعلي الذي يتجاوز المتاحف إلى البيئات الطبيعية، ليخلق تجربة تربط بين الإبداع والوعي والمسؤولية.
مشروع «رماد البرد» ليس مجرد منحوتة جليدية تذوب في الصحراء، بل صرخة فنية ناعمة تذكّر الإنسانية بأن المناخ لم يعد ثابتًا، وأن ما يذوب في الرمال هو رمز لانسياب الزمن وذوبان الاستقرار البيئي الذي كنا نعتبره أبديًا.
بهذا المزج بين الأسطورة والواقع، استطاعت تينجري أن تقدّم من قلب الصحراء المصرية أحد أقوى الأعمال الرمزية عن هشاشة كوكبنا وضرورة إنقاذه قبل أن يذوب تمامًا.






