تمثل الضرائب غير المباشرة الجانب الآخر من العملة الضريبية، وهي تُفرض على الإنفاق أو السلع والخدمات بدلاً من الدخل أو الثروة. ما يميز هذا النوع من الضرائب هو أن المستهلك النهائي هو من يتحمل عبئها الضريبي، ولكن بطريقة غير مباشرة. البائع أو مقدم الخدمة هو من يقوم بتحصيل هذه الضريبة من المستهلك عند إتمام عملية الشراء، ثم يقوم بتوريدها إلى الجهات الضريبية المختصة.
أشهر وأوسع أنواع الضرائب غير المباشرة انتشاراً هي ضريبة القيمة المضافة (VAT). هذه الضريبة تُضاف إلى سعر معظم السلع والخدمات التي نشتريها، بدءاً من السلع الاستهلاكية اليومية وصولاً إلى الخدمات المتنوعة. كما تشمل الضرائب غير المباشرة أيضاً الرسوم الجمركية التي تُفرض على السلع المستوردة، بهدف تنظيم التجارة أو حماية الصناعات المحلية. تساهم الضرائب غير المباشرة بشكل كبير في تعزيز الإيرادات الحكومية، كونها تُطبق على حجم واسع من المعاملات الاقتصادية اليومية.
على الرغم من أن الضرائب غير المباشرة قد تُطبق بشكل موحد على السلع والخدمات، إلا أنها تُعد وسيلة فعّالة لجمع الإيرادات بسرعة وكفاءة، خاصة في الاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على الاستهلاك. كما أنها يمكن أن تُستخدم كأداة لتوجيه سلوك المستهلك، فمثلاً، فرض ضرائب أعلى على سلع معينة (كالتبغ أو المشروبات الغازية) قد يُشجع على تقليل استهلاكها لأسباب صحية أو بيئية.
